«العمل ضد الجوع» تدعو لحماية العاملين بالمجال الإنساني في هايتي

«العمل ضد الجوع» تدعو لحماية العاملين بالمجال الإنساني في هايتي
مساعدات إنسانية في هايتي

أدانت منظمة "العمل ضد الجوع" الهجمات المتزايدة على العاملين في المجال الإنساني والطبي في هايتي، مؤكدة ضرورة حماية هؤلاء العاملين في ظل التصاعد المستمر للعنف في البلاد.

ووفق بيان نشرته، اليوم السبت، انضمت المنظمة إلى منتدى المنظمات غير الحكومية "كادر دو ليزون إنتر-أورغانيساسيون" (CLIO) للتنديد بالأعمال العدائية التي تستهدف المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، داعية إلى حماية حقوق هؤلاء العاملين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.

أثر العنف على الوضع الإنساني

ومع تصاعد العنف في الأشهر الأخيرة، أدى تزايد نشاط العصابات المسلحة في هايتي إلى تفاقم أزمة الجوع التي يعاني منها سكان البلاد، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 5 ملايين شخص يعيشون في مستويات أزمة غذائية شديدة، ما يجعل من الضروري توفير المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.

وفي هذا السياق، تعرضت فرق الإغاثة للهجمات المتكررة، بما في ذلك الهجوم الذي وقع في 11 نوفمبر على سيارة إسعاف تابعة لأطباء بلا حدود، والذي أسفر عن مقتل اثنين من المرضى وإصابة أفراد الطاقم.

وأكدت مديرة منظمة "العمل ضد الجوع" في هايتي، مارتين فيلنوف، أن الوضع الأمني في البلاد بات أكثر خطورة من أي وقت مضى.

وقالت فيلنوف: “تكرار الحوادث ضد أطباء بلا حدود جعلنا في وضع لا نعرف فيه من يمكننا الوثوق به، وقد أصبح من الضروري تعزيز حماية العاملين في المجال الإنساني بشكل عاجل”.

زيادة أعداد النازحين

كانت هايتي لسنوات تعاني من حالة من عدم الاستقرار السياسي والعنف المستمر، بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية التي جعلت من الصعب على السكان العيش في ظروف مستقرة.

يعيش أكثر من نصف سكان هايتي تحت خط الفقر، وتسيطر العصابات المسلحة على نحو 90% من العاصمة ما يمنع وصول الغذاء والوقود والمساعدات الأساسية إلى السكان، وتزايدت عمليات الخطف والنهب والعنف الجنسي، ما زاد من معاناة الفئات الأكثر ضعفًا مثل النساء والأطفال.

وحسب مارتين فيلنوف، تم تهجير نحو 40 ألف شخص في الأيام العشرة الماضية فقط نتيجة التصعيد العنيف في مناطقهم، مضيفة: “المناطق الآمنة تتناقص بسرعة، ما يضطر الناس إلى التوجه إلى وسط العاصمة، حيث تتفاقم المخاطر بشكل أكبر”.

ارتفاع مستويات الجوع

كشفت تقارير لجنة تصنيف مراحل الأمن الغذائي (IPC) في 30 سبتمبر أن حوالي 6 آلاف شخص في هايتي يعانون من ظروف شبيهة بالمجاعة "مرحلة 5" بينما يعيش حوالي 2 مليون شخص في حالة طوارئ غذائية "مرحلة 4" كما يعاني نحو 30% من السكان -أي ما يقارب 3.4 مليون شخص- من أزمة غذائية" مرحلة 3"، وتظهر هذه الأرقام بوضوح حجم الأزمة التي تواجه البلاد، حيث يحتاج العديد من السكان إلى مساعدات عاجلة لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

من جهة أخرى، سجلت البلاد نزوح أكثر من نصف مليون شخص منذ مارس 2024 بسبب العنف المستمر، وهو ما يمثل ضعف العدد الذي نزح في عام 2022.

تعيش هذه العائلات في ظروف قاسية، حيث يفتقر العديد منهم إلى المياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية، ما يزيد من تعقيد الوضع.

ومنذ عام 1985، تعمل منظمة "العمل ضد الجوع" في هايتي على تقديم المساعدات الإنسانية والتصدي لأزمات الأمن الغذائي، وفي الوقت الراهن، تتعاون المنظمة مع شركاء آخرين لمعالجة وباء الكوليرا وتحسين ظروف المياه والصرف الصحي، وتوفير الدعم التغذوي.

وتقدم المنظمة التحويلات النقدية لمساعدة النازحين داخليًا، لكن مع تفاقم الوضع الأمني، أصبحت جهود المنظمة أكثر صعوبة، حيث تواجه العديد من العوائق التي تمنع موظفيها من الوصول إلى العائلات المتضررة وتقديم المساعدات اللازمة.

وتتوقع منظمة "العمل ضد الجوع" زيادة في أعداد النازحين داخليًا في الأسابيع المقبلة، حيث تصبح الأحياء المختلفة في بورت-أو-برنس أكثر اعتمادًا على المساعدات الإنسانية، ومع ذلك، تواجه المنظمة تحديات كبيرة في توفير التمويل الكافي لمواجهة احتياجات السكان المتزايدة.

ووفقًا لما ذكرته فيلنوف، فإن "الاحتياجات الإنسانية تتزايد بسرعة وبمعدلات تتجاوز قدرة التمويل الدولي على الاستجابة لها".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية